تحليل مسلسل مون نايت: الجانب المظلم من القمر والآله المراوغ خنسو

5/5 - (30 صوت)

انتهي منذ ايام أحدث مسلسل لمارفل بعنوان مون نايت – Moon Knight، المميز في هذا المسلسل عن سابقيه من اعمال Marvel، انه اول عمل فني مأخوذ عن الحضارة المصرية القديمة

تحليل مونلايت: الجانب المظلم من القمر والآله المراوغ خنسو
تحليل مون نايت: الجانب المظلم من القمر والآله المراوغ خنسو

فقد ظهر في افلام ومسلسلات مارفل السابقة عدد كبير من الابطال الخارقين سواء كانوا شخصيات خيالية كـ: كابتن أمريكا وايرون مان، او شخصيات خيالية مأخوذة عن ميثولوجيا قومية، كـ: الآله ثور المأخوذ عن الميثولوجيا النوردية (الإسكندنافية)، وفي مون نايت أو فارس القمر، فأن تلك الشخصية تستمد قوتها من ميثولوجيا الحضارة المصرية القديمة.

واختارت ديزني المخرج المصري محمد دياب ليخرج هذا العمل وكان اختيار جيد، محمد دياب مخرج متميز، بالإضافة ولأنه مصري الاصل نشأ وتربي في هذا البلد، فلم يجد اي صعوبة في تعديل الصورة النمطية الخاطئة المأخوذة عن الشعب المصري وتصحيحها.

فقد عانت الثقافة المصرية مع انتاجات هوليود سواء في الافلام والمسلسلات من نمط تقليدي محدد وغير حقيقي عن المجتمع والشعب المصري.

كمثال: ظهور المصريين كأنهم مجموعة من البدو يعيشون في الصحراء مع الجمال، نطق لغة غير مفهومة واعتبارها كأنها عربية، كتابة الأحرف في الكلمات العربية بطريقة معكوسة أو كحروف منفصلة، والكثير من المغالطات التي لم يكلف المخرجين في هوليود أنفسهم الكثير ليتبينوا صحتها قبل تصوير افلامهم

وايضاً فقد اختير هشام نزيه المؤلف والملحن المصري الشهير، الذي كان ذا دور بارز في افتتاح موكب الممياوات المصري والذي ألف موسيقاه، كما ان بصمته ظهرت بوضوح في موسيقي مون نايت والتي كانت تناسب الأجواء

هذا المسلسل قد يكون بداية حقيقية للفن المصري الجيد للوصول لهوليود في قادم الأعمال من خلال شخصيات أثبتت تميزها كـ: محمد دياب، وهشام نزيه، والمونتير أحمد حافظ، بالإضافة للممثلة مي القلماوي التي سبق وان أدت عدد من الأدوار في هوليود

تحذير قادم بحرق للأحداث…..!

الجانب المظلم من القمر والآله المراوغ خنسو!

اعتمد سيناريو مسلسل مون نايت علي قصة مبهمة المعالم منذ أول مشهد في الحلقة الأولي، وهي من أحدي طرق شد المشاهد لجذبه لأكمال باقي الحلقات، من خلال غريزة الفضول التي تدفع أى شخص لأستكمال كل الحلقات في محاولة لمعرفة طبيعة المشاهد السابقة ومعناها

فشخصية ستيفن جرانت المهوس بالآثار لم يعرف أحد ما علاقته بمارك حتي أخر حلقات أو كيف تزوج مارك بـ ليلي، ولماذا كان يتبادل الثنائي مارك وستيفن نفس الجسد، وزاد الغموضة والإبهام خاصة في الحلقات الرابعة والخامسة، قبل ان يتضح كل شىء في الحلقة الختامية

في المقابل فأن شخصية دكتور آرثر هارو ظهرت غير واضحة المعالم ايضاً فتارة يظهر كزعيم طائفة يجند الناس للانضمام له ولمشروعه في التحكم في العالم وتارة يظهر كطبيب في مستشفي نفسي، وتظهر ليلي فيه ايضاً كممرضة بينما يظهر كل من مارك وستيفن كمرضي فيه

كل هذا المشهد لما يكن حقيقياً ابداً بل هو تخيلات من مون نايت الذي يعاني من انفصام الشخصية ويتخيل أوهاماً في عقله لا وجود لها من الأساس

بعد نهاية المسلسل وبمحاولة ترتيب كل تلك الأحداث سنكتشف حقيقة ما يجري هنا، فالآله خنشو الذي يورث قوته لنظير له من الكائنات البشرية، يختار فقط المرضي النفسيين ليسهل عليه التلاعب والتحكم الكامل بهم، فقبل اختياره مارك.

فقد اختار خنشو الدكتور هارو من قبله والذي سيظهر لاحقاً في أخر المسلسل مريضاً في نفس المستشفي في وهو ما يدل علي حقيقة أن كلا الثنائي مارك وهارو هم مرضي نفسيين

وفي غياب مارك بعد وفاته فقد اختار ليلي لتحل محله ويمدها بقوته لتحارب الآلهة تاورت، ولكن ليلي رفضت حتي لا يستعبدها كما استعبد مارك، في الواقع تلك المشاهد هي مفتاح حل كل ألغاز سيناريو المسلسل.

اذا وضعنا حقيقة ان خنشو آله مخادع لا يختار سوي مرضي نفسيين، وربطنا تلك المعلومة بعرضه علي ليلي ان تكون صورته (افاتار)، مع ظهورها في عقل مارك من قبل اثناء وفاته بأنها تشاركهم نفس المستشفي، فربما تكون هذه اشارة من مؤلف المسلسل أن ليلي ايضاً تعاني من اضطراب نفسي، ربما تظهر بوضوح في الاعمال القادمة.

المأخذ علي هذا المسلسل من وجهة نظري هو مشهد الفتاة التي تقول لليلي (أنتي سوبر هيرو مصرية؟) في أخر حلقة وترد عليها ليلي بـ (نعم)، ففي الواقع يظهر هذا المشهد كأنه مقحم في أحداث المسلسل

فمن الواضح للعيان ان ليلي تحولت لسوبر هيرو، وهي أيضاً مصرية كما ظهر في المسلسل، فيظهر هذا المشهد كأنه تطبيق لمقولة فسر الماء بعد الجهد بالماء.

يجب التنويه والإشادة بالممثل الجواتيمالي أوسكار إيزاك، الذي استطاع ببراعة تجسيد تقلبات واضطراب شخصية مون نايت، حيث أبان عن قدرات تمثيلية كبيرة، والذي سيكون ممثل ذا شأن عظيم.

مارفل والهروب من أطروحة لا خير مطلق ولا شر مطلق

استطاعت مارفل في أعمالها الأخيرة من الهروب من القاعدة الأهم في أعمال الأبطال الخارقين وهي الخير المطلق يواجه الشر المطلق، (انا افعل الخير دائماً لأني بطل خارق ولا يمكن أن أكون شريراً، وانا افعل الشر بدون سبب لأني ببساطة شرير)

ففي هذا المسلسل لا يوجد خير مطلق ولا يوجد شر مطلق، اذا أخذنا مون نايت الذي يعاني من اضطراب الشخصية كمثال، فأنه قد ظهر له ثلاثة شخصيات أحداها شخص طيب (ستيفن جرانت)، وأخر هو شخص شرير سفاح دموي هو جيك لوكلي

وهو تطبيق لفرضية قديمة شهيرة اسمها الوجه المظلم للقمر، والتي افترضت ان وجه القمر الذي لم يظهر ولا نراه أبداً بأعيننا لأن القمر يدور مع الأرض، هو في حقيقته مظلم بأعتبار ان القمر جسم معتم يعكس ضوء الشمس فقط، وهكذا يكون سيتفن جرانت المضيء يخفي وراءه جيك لوكلي المظلم

كما أن الشرير الرئيسي في Moon Knight، هي شخصية الآلهة تاورت والتي في حقيقة الأمر تخفي غرض نبيل فهي لا تريد قتل البشر لأنها شريرة، ولكنها تريد قتل البشر الذين قاموا أو سيقومون أو يفكرون في القيام بأفعال شريرة سواء كان في ماضيهم أو في مستقبلهم، وهي تعتقد أنها تقوم بالخير

في المقابل فأن نقيضها هو الآله خنشو الذي لا يعاقب سوي من يقوم بالأفعال الشريرة بعد فعلها وليس قبل ذلك، فكلاهما يشتركا في أن عرضهم نبيل وهو تخليص العالم من الأشرار ولكن تاورت تقوم بالأمر بطريقة خاطئة، (دون أن نغفل ان خنشو نفسه ليه صالحاً فهو مخادع ومتلاعب ويقوم بأفعال شريرة ايضاً).

وهذا يحيلنا لقصة مارفل في فيلم Avengers: Infinity War، والتي كان بطلها الشرير ثانوس، ولكن في واقع الأمر فأن غرضه لم يكن الا الخير، فقد اصابه الحزت والغضب نتيجة رؤية شعبه وباقي الشعوب تتقاتل علي موارد الكوكب، وتتسبب في موت الكثير

حيث كان يري أن عدد السكان أكبر من عدد الموارد لذلك أراد جمع كل أحجار الكون ليتحكم فيهم ويتقل نصف الكوكب عبر القرعة وهو لا يمانع ان يتوفي في تلك القرعة حتي أقرب الأشخاص له
وذلك في اعتقاده أن التخلص من نصف السكان عشوائيا وعيش النصف الأخر في حياة رغدة، أفضل من ان يتقاتل الجميع علي الموارد مدي الحياة وتكثر الحروب والمجازر بين السكان في سبيل البقاء.

محاولة جعل الصراع لا يوجد فيه شر مطلق ولا خير مطلق هو ما أكسب مارفل شهرة في السنوات الأخيرة، وهو عكس بدايات الابطال الخارقيين التي تبنتها دي سي كوميكس في بداية افلامها

حيث كان الشرير عبارة عن شر خالص ومطلق لأنها شرير فقط ويجب أن يكون هذا هو دوره، وهذا كان عبارة عن طرح سطحي.

لأنه من النادر أن يتواجد اي شخص في الحياة بتلك المواصفات، ولكن هناك اشخاص يمتلكون في عقولهم نسبة من الخير أكثر من النسبة التي يمتلكونها من الشر وهنالك العكس.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد